ملاحظة هامة حول الهلال
هل ان الشريعة ربطت اول الشهر القمري في كل منطقة بامكان رؤية الهلال في تلك المنطقة بالذات او ربطت الشهر في كل المناطق بامكان الرؤية في اي موضع كان ؟
اختلفت فتاوى فقهائنا العظام دام ظلهم في الاجابة على هذا السؤال واهمها جوابان:
احدهما: ان رؤية الهلال في اي بلد في العالم انما تكون حجة على اهل ذلك البلد بالخصوص مع البلدان المتلازمة معه في الرؤية وعليه فحلول الشهر القمري الجديد امر نسبي يختلف فيه افق عن افق وبلد عن بلد. وهذا هو راي الامام الخميني الراحل قدس سره والسيد السيستاني والسيد الخامنئي ادام الله ظلهما.
ثانيهما: ان رؤية الهلال في اي بلد يكون حجة على كل البلدان التي تشترك معه ولو في شيء يسير من الليل، وعليه فحلول الشهر القمري الجديد امر مطلق ولا يختلف باختلاف البلاد المشتركة في ليلها ولو يسيرا. وقد ذهب اليه المرحوم السيد الخوئي والسيد الشهيد الصدر قدس سرهما وبعض الفقهاء المعاصرين.
وبما ان بلدان الشرق الاوسط كالعراق وايران وغيرهما يختلف افقها مع السويد ولا تلازم رؤية الهلال فيها مع رؤيته في السويد اذا:
بناء على المبني الاول: لا يثبت اول الشهر عندنا بمجرد ثبوته في الشرق الاوسط بل قد يتفق ان يكون اول يوم من رمضان عندهم اخريوم من شعبان عندنا مثلا . اويكون يوم فطرهم اخر يوم من شهر رمضان عندنا .
بينما بناء على المبنى الثاني فبما اننا نشترك معهم في قسم من الليل اذا يثبت عندنا ما يثبت عندهم ويكون صومنا مع صومهم وعيدنا مع عيدهم سواء.
وبما ان صوم شهر رمضان واجب من اوله الى اخره وصوم يوم الفطر حرام شرعا
لذلك يرجى من المؤمنين ان يدققوا في هذه المسألة وكل يعمل بمقتضى فتوى مرجعه أو يحتاط والاحتياط سبيل النجاة ونسأل الله القبول من الجميع .
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً أعلن فيه أن يوم الثلاثاء القادم، الواقع فيه 30 أيلول 2008م، هو أول أيام عيد الفطر السعيد... هذا نصه:
بناءً على مبنانا الفقهي القائل بكفاية تحديد أوائل الشهور القمريّة اعتماداً على الحسابات الفلكيّة الدقيقة لإمكانيّة رؤية الهلال، ولو بواسطة الآلات المكبّرة، في أيّ مكانٍ في العالم نشترك معه في ليلةٍ واحدة، فإنّ أوّل شوّال لهذا العام (1429هـ) يُصادف الثلاثاء الواقع فيه الثلاثين من شهر أيلول (سبتمبر) 2008م؛ وذلك لشهادة أهل الخبرة من الفلكيّين بتوفّر شروط الرؤية بواسطة الآلات المكبّرة، وفي بعضها بالعين المجرّدة بمساعدة الآلات، في مناطق عديدة من منطقة أمريكا الجنوبيّة، ويصل مكث الهلال في بعضها إلى 35 دقيقة، وهي مناطق نشترك معها في ليلةٍ واحدة. ومن الجدير الإشارة إلى أنّ إعلاننا وفق المبنى الذي ذكرناه لا يتعارض مع شهادات الفلكيّين في تعذّر رؤية الهلال في مناطق العالم الإسلامي؛ لأنّ أفق الرؤية ـ وفق مبنانا ـ أوسع، بشرط الاشتراك في ليلةٍ واحدة.
كما نُشير إلى أنّه وحيث كان موقع إمكانيّة الرؤية هو أمريكا الجنوبيّة، فإنّ بلداناً عديدةً لا تشترك معها في ليلةٍ واحدة، كأستراليا ونيوزيلندا، ما يعني أنّ عيد تلك المناطق هو الأربعاء، وفقاً لمبنانا الفقهي أيضاً.
نسأل الله تعالى أن يعيده على المسلمين جميعاً بالوحدة والعزّة، وزوال الاحتلال عن كثير من بلداننا العزيزة، وأن يجعل أمّتنا عزيزةً مقتدرةً ومتحرّكة في خير العالم كلّه والإنسان كلّه؛ إنّه سميع مجيب.